
جيلاني فيتوري
قال محمد البوعلي، الناشط الجمعياتي ورئيس جمعية التونسيين بنوفارا، إن زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس مؤخرًا لم تكن زيارة بروتوكولية، بل حملت رسائل واضحة في مجالات متعددة، تؤكد متانة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، في ظل ظرف إقليمي ودولي معقّد.
وفي تصريح لtunisiamag أوضح البوعلي أن قضية الهجرة غير النظامية كانت في صدارة المحادثات، حيث عبّر الطرفان عن ضرورة التعاون المشترك والتعامل مع الظاهرة من منطلق مسؤولية جماعية، بعيدًا عن الحلول الأمنية الضيقة. وقال:
“إعلان ميلوني عن تقديم دعم مالي وفني لتونس من أجل تعزيز قدراتها في مراقبة السواحل والحدود، يؤكد وجود مقاربة تشاركية مبنية على الاحترام المتبادل.”
وحول الشق الاقتصادي، اعتبر البوعلي أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بخصوص دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة وتسهيل التبادل التجاري بين البلدين، تعبّر عن رغبة إيطالية فعلية في مساعدة تونس على تجاوز أزمتها الاقتصادية.
“نأمل أن تترجم هذه التعهدات إلى مشاريع واقعية، خصوصًا في الجهات الداخلية التي تعاني التهميش”، أضاف البوعلي.
أما في ما يتعلق بالتعاون الأمني، فقد أكّد أن دعم إيطاليا لتونس في هذا الجانب ليس جديدًا، لكنه يكتسي طابعًا أكثر حساسية اليوم، خاصة مع تزايد التهديدات الإقليمية في محيط البحر الأبيض المتوسط.
الرسالة الرمزية للرئيس قيس سعيد
وكشف محمد البوعلي أن من بين الرسائل الرمزية التي أوصلها الرئيس التونسي قيس سعيد إلى رئيسة الحكومة الإيطالية خلال زيارتها، كانت أهمية القرية الفلسطينية التي تم إقامتها مؤخرًا في تونس، كدلالة على الموقف المبدئي والثابت لتونس تجاه القضية الفلسطينية.
“الرئيس سعى من خلال هذه الإشارة إلى تذكير أوروبا بأن دعم تونس لا يجب أن يكون مشروطًا، بل مبنيًا على شراكة تحترم خياراتها السيادية ومواقفها الأخلاقية”، قال البوعلي.
تعزيز الروابط الثقافية
كما تطرّق إلى ما تم الإعلان عنه بخصوص تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي، معتبرًا أن تعليم اللغة الإيطالية في المؤسسات التونسية وتشجيع الزيارات الطلابية، يفتح آفاقًا جديدة للشباب ويساهم في ربط الجسور بين الشعبين.